فيما مضى، كان ما يحير ابنك هو هل يرتدي التي شيرت الأحمر أم الأزرق؟ هل يلعب بالقطار أم بالسيارة؟. انتهت هذه الأيام، ابنك الآن في مرحلة المراهقة، تواجهه قرارت أكثر جدية ويحتاج منك المشورة والمعونة. من هذه القرارات المهمة:
- كيف أختار أصدقائي؟ وكيف سوف يؤثرون على حياته وقراراته؟
- كيف يتعامل مع الضغوط التي يجدها من الأصدقاء؟
- كيف يتعامل مع التنمر،أي زملاءه الذين يضايقونه في المدرسة؟
- التدخين والمخدرات والخمور
- المذاكرة والدرجات
- العلاقة بالله وبالأسرة وبالمجتمع
- هدفه في الحياة وتطلعاته
- قرارت الكلية والوظيفة
أرض صلبة لعلاقة قوية وثقة متبادلة
مثل هذه القرارات سوف تؤثر على حياته ومستقبله وعليه أن يتخذ قرارا بشأنها وهو بعد في الثالثة عشر من عمره أو في السابعة عشر. هل هو بالفعل قادر على تحمل هذه المسئولية؟ تؤكد الأبحاث أن المراهقين في هذه المرحلة ليست لديهم القدرة العقلية ولا الجسمانية لاتخاذ قرارت عقلانية تحت ضغط نفسي. ولكن في نفس الوقت لن يجدي أن يظلوا صامتين وأنت تتحكمين في حياتهم وقراراتهم المصيرية دون الرجوع إليهم. هناك خط رفيع بين التحكم وبين المساندة التي تقدميها لابنك خلال كل قرارته المصيرية. حتى أسهل عليكي الأمر، لابد أولا أن تبني جسرا من الثقة بينك وبين ابنك من خلال الخطوات التالية:
١- الكلام المستمر
لا تتوقي من ابنك أن يأتيكِ طالبا المساعدة وكل الحوارات بينكم ما هي إلا الصراخ والشكاوي و"البرطمة". ابني علاقتك بابنك على أساس من الحب والراحة المتبادلة في الكلام، ابنيها مبكرا ومن صغره. احكي له مثلا عن يومك واسأليه عن يومه، اسأليه عن اهتماماته وشاركيه فيها قدر المستطاع وكلميه عن اهتمامك واشركيه فيها أيضا. والأهم هو أن يجدك دائما أذنا صاغية عندما يحتاج أن يتكلم معك. استمعي باهتمام، استمعي عن حق، ولا توهميه انك تستمعين إليه بينما أنت تركزين في طي الغسيل أو غسل الأطباق أو تحضير العشاء. اعطيه كل اهتمامك وانتباهك.
٢- لا تنتقديه
في مرحلة المراهقة، يختلف ذوق الأطفالعن ذوقك. من المحتمل أن تجدي قصة شعر ابنك قبيحة، ولكنه لا يرى ذلك وأصحابه لا يرون ذلك وهكذا هي الموضة هذا العام. في هذه الحالة لا تشعريه دائما انك ترفضين ذوقه، لا تنظري له من فوق لتحت وتقولي "إيه القرف ده". من الممكن أن تعبري عن رأيك ولكن لا تستفزيه، فهو يتطلع دائما ليحوز اعجابك.
٣- كوني نموذجا يحتذى به
هل تعرفين! ابنك يتطلع إليكِ دائما! يراقبك، ويهتم برأيك وأفعالك. لا معنى أن تقولي له ان التدخين ضار بصحته وأنتِ تدخين علبتين في اليوم. ينظر أطفالنا إلى خياراتنا في الحياة وعندما يحين الوقت، سوف يتأثرون بها بشكل أو بآخر. وربما سيختارون حتى وظيفتهم التي تبهرنا كآباء وتجعلنا نفخر بهم. لذلك، عليكي منذ البداية أن تكوني قدوة ومثالا يحتذى به. لا تخجلي أيضا من التحدث مع ابنك عن أخطاءك، اعترفي بها فهذا يعزز علاقته بك. اعطيه الفرصة ليتعلم منك ومن اختياراتك ومن أخطاءك أيضا.
كيفية اتخاذ القرار
أنت الآن على علاقة جيدة بابنك، والثقة متوافرة، كيف إذن تعلميه كيف يتخذ قرارا صائبا؟ إليكِ ستة خطوات :
١- ما هي المشكلة؟
تحديد المشكلة مهم. فمثلا، هل اختار الجامعة بناءا على وجود أصدقائي فيها من عدمه أم أي مهنة أريد أن امتهنها؟
٢- سرد الخيارات
عادة هناك عدة اختيارات والقرار هو اختيار أحدهما، من المهم سرد الخيارات جميعها، والنظر إليها على أنها خيارات متنوعة وليست فقط أبيض وأسود، جيد وسىء!
٣- المميزات والعيوب
كل خيار به عيوب وبه مميزات. فلنكتب إذن عيوب ومميزات كل اختيار ونقارن بينهم. هذه المرحلة مهمة، فهي مرحلة البحث والتمحيص واختبار تلك العيوب والميزات والتفكير فيها بعمق. دورك هنا هو أن تسألي ابنك أسئلة تفتح له مجالات التفكير وتجعله يرى الصورة الكبيرة وليس فقط أن ينظر تحت رجليه.
٤- اتخذ القرار
اتخاذ القرار، هو اختيار واحد من الخيارات المتاحة بناءا على مقارنة عقلانية بين عيوب ومميزات هذا الاختيار. تأكدي ان ابنك مرتاح لهذا القرار ومقتنع به.
٥- نفذ القرار
ساعدي ابنك على تنفيذ القرار والحصول على المعلومات التي تساعده على ذلك أيضا.
٦- تابع تداعيات القرار
من المهم متابعة القرار، وتلافي الأخطاء التي ستحدث. توقعي حدوثها، فهذا أمر طبيعي. والتعلم من الأخطاء أيضا أمر مهم. تابعي مع ابنك، واسأليه إن كانت الأمور تسير على ما يرام وحسب الخطة.
أذكرك في آخر المقال، أن هناك خطا رفيعا بين مساندة ابنك في اتخاذ القرار وبين التحكم فيه. فاحذري أن تتجاوزيه.