أصغر الجواسيس فى العالم.. المخابرات المصرية تجند طفلاً وتغزو إسرائيل
فارق كبير بين الجاسوس والفدائى البطل، فالأول يخون بلده ويتعامل مع جهات خارجية للإضرار بمصالح وطنه السياسية والعسكرية والاقتصادية، أما الفدائى فهو الشخص الذى يهب حياته من أجل وطنه ويعمل مع مخابرات بلده لتحقيق النصر على الأطراف المعادية.
والجاسوسية خيانة عظمى تنتهى بإعدام فاعلها، لأنه تسبب فى أضرار للوطن، وخاصة فى أوقات الحرب، وغالبا ما يعمل فى تلك الأعمال رجال كبار أو شبان تجاوزوا مرحلة الطفولة والمراهقة، لكن الاستثناء هو عمل الأطفال كجواسيس أو فدائيين مع أجهزة المخابرات لمدها بالمعلومات فى أماكن وجودهم.
فدائى سيناوى يصبح ضابطا بالمخابرات العامة
إنه ليس جاسوسا بالمعنى الحرفى للكلمة بل هو أصغر فدائى مصرى ساعد فى نقل معلومات عن الجيش الإسرائيلى إلى المخابرات العامة المصرية، واستطاع أن يخدم وطنه وساهم فى استرداد سيناء من جديد بعد احتلالها من قبل إسرائيل.
"صالح عطية" راعى غنم سيناوى كان يحلم أن يعبر الجيش المصرى قناة السويس ليسترد وطنه من جديد، بينما كانت تفكر المخابرات المصرية فى التغلغل داخل العمق الإسرائيلى لمعرفة تحركات الجيش الإسرائيلى وعدد القوات المتمركزة داخل سيناء.
فى تلك الأثناء تنكر أحد ضباط المخابرات المصرية إلى سيناء ليلا، وادعى أنه تاجر مخدرات، لكى يتعرف على طبيعة البدو ومن منهم يستطيع أن يثق فيه لكى يقدم هذه الخدمة لوطنه، وهناك قابل والد عطية بجانب أحد آبار المياه والتى كان يتمركز حولها البدو فرحبوا به وقدموا له الطعام والشراب، وانتهت تلك العلاقة بصداقة وطيدة بين ضابط المخابرات ووالد الطفل.
وأثناء حديث الضابط مع الطفل صالح شعر منه بروح الوطنية وحبه لوطنه فقرر تجنيده وتعليمه كيفية الوصول للمعلومات من داخل معسكرات الجيش الإسرائيلى، واتفق الضابط على أن يلتقى بالطفل بجوار إحدى الصخور للحصول على المعلومات، من خلال دخول صالح داخل المعسكرات لبيع البيض وبعض الحلوى للإسرائيليين.
ظل الطفل يذهب ويأتى داخل المعسكر يبيع البيض حتى اعتاد عليه الضباط وأصبح يتجول بحرية أكثر داخل المعسكر يمرح ويلعب معهم بدون أن يشك أحد فيه، وكان يجمع المعلومات الخاصة بأعداد الضباط والأفراد والمعدات وشكلها وينقلها لضابط المخابرات المصرى.
لم تظهر ملامحه البريئة ذكاءه الشديد فقد أخفت ملامحه التوتر الذى يصاحب الفدائيين، ووثق فيه الإسرائيليون وكان يتعرض لبعض المضايقات ولكن أحدا لم يشك فيه على الإطلاق.
بعدها قام ضابط المخابرات بتدريب الطفل على وضع أجهزة تجسس دقيقة داخل حجرات القيادة وهى أخطر عملية ناجحة قام بها هذا الطفل المعجزة والتى مكنت المخابرات العامة من الاستماع لجميع ما يحدث داخل وحدات قيادة الجيش الإسرائيلى.
بعد العبور والنصر فى حرب 73 نقلت المخابرات العامة أسرة الطفل عطية للقاهرة وفى مبنى جهاز المخابرات العامة قابل عطية الضابط "الكيلانى" الذى قام بتجنيده فى أكبر مهمة وطنية فى حياته، وبعدها مرت الأيام لكى يصبح "صالح عطية "، ضابطا فى المخابرات العامة المصرية.
أصغر جاسوس وخائن للعراق
هو ليس فدائيا خدم وطنه، ولكنه جاسوس لصالح الأمريكان قصته على العكس مما قام به البطل المصرى "صالح عطية"، إنه الطفل العراقى أو الجاسوس الخائن جاسم محمد رمضان 13 عاما، والذى قام بتسليم والده الضابط المقاوم للأمريكان وتسبب فى مقتل أمه ثم تمكن من اللجوء لأمريكا.
البداية عندما تعرف هذا الجاسوس على الضباط الأمريكان فى معسكراتهم بمدينة حصيبة العراقية، وبعد توطيد العلاقة ذهب إلى قيادة الجيش الأمريكى هناك، وقال لهم إن والده "إرهابى" ويمتلك الأسلحة فى منزله، لم يصدقوا ما قاله فى بداية الأمر وظنوا أنها خدعة أو كمين، ولكنه قال لهم إن والده يعمل ضابطا فى الجيش العراقى، وعندما اقتحموا المنزل وجدوا العتاد والأسلحة وفى الحقيقة كان الوالد من أبطال المقاومة العراقية.
بعدما قامت قوات الجيش الأمريكى باعتقال الوالد، تمكنت من تجنيد الطفل لصالحها، وقام بعمليات تجسس على أبناء وطنه فى المطاعم العراقية وفى الأسواق الشعبية وكشف لهم عن مكان وجود السلاح بين العراق وسوريا، ومكن الأمريكان من اعتقال 40 شخصا من رجال المقاومة العراقية، حيث كانوا يطلقون عليه "السلاح السرى".
بعد ذلك وبرعاية أحد القادة الأمريكان استقدمت واشنطن الطفل لأمريكا لتربيته ورعايته كقاصر، وعندما أصبح عمره 19 عاما اغتصب جارته الأمريكية فتم حبسه.
وصفه الإعلام الأمريكى بأصغر متعاون مع جيش الولايات المتحدة الأمريكية وعمره 13 عاما، وأطلق عليه لقب كودى باسم "ستيف ـ أو" فى الأوراق الرسمية الأمريكية.
ولكن ما هو السر يا ترى فى أن يتعاون مع الأمريكان ويبلغ عن والده؟ يقول جاسم إن "والده كان يضربه بقسوة هو وإخوته وأمه فقرر الانتقام منه".
عودة ترابين
كان والده "ترابين" جاسوسا ينقل أخبار الفدائيين لإسرائيل وقت الحرب، وفى عام 1990 شعر بأن الأمن المصرى يترقبه، فقرر الهرب إلى إسرائيل، واستقبله ضابط بالمخابرات الإسرائيلية وساعده على التسلل عبر الحدود، وبعد سنوات قرر عودة (الابن) العودة إلى سيناء عبر الحدود، متسللا بدعوى زيارة أخته وعائلته التى تنتمى لقبيلة ترابين.
وتشرب عودة الخيانة منذ صغره وقام الموساد بتدريبه على التسلل عبر الحدود لنقل الأخبار منذ كان عمره 16 عاما، وفى عام 2000، تم القبض عليه بعد أن أبلغ زوج أخته عن تحركاته المريبة فى سيناء وتجنيده لبعض الشباب السيناوى، وحتى الآن ما زال يلاقى عقوبته بالسجن المشدد فى ليمان طرة.
بارق الكيلانى
بارق الكيلانى طفل يمينى ذو الثمانية أعوام هو صاحب القصة التى هزت كيان الولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلى حيث جندته المخابرات الأمريكية باعتباره جاسوسا وأوكلت إليه مهمة إخفاء أجهزة التجسس لدى أحد قادة تنظيم القاعدة ويسمى عدنان القاضى، وبعدها تم تحديد موقعه وقتل عام 2012 فى شوارع صنعاء.
بارق الكيلانى من أسرة فقيرة قابله "القاضى" فى الشارع وعطف عليه لأن والديه لا يملكان الموارد الكافية لإطعامه وقام بتربيته ورعايته كابن له، ولكن والده بحث عنه ثم أخذه من "القاضى".
بعد أيام كانت الحكومة اليمنية على علم بما حدث مع بارق، ووكالة الاستخبارات الأمريكية تتابع ما يحدث مع الطفل الذى احتضنه أحد قادة تنظيم القاعدة، واندس أحد الخونة من اليمنيين لكى يجند الطفل بارق لصالح المخابرات الأمريكية من أجل تتبع القاضى، وبعد مقتل القاضى، تم اختطاف بارق ووالده وأجبرا على الاعتراف بتفاصيل الواقعة، وإلى الآن لا أحد يعرف شيئا عن بارق ووالده ويشاع أن تنظيم القاعدة أعدمهما رميا بالرصاص.
الـ"سى آى إيه" واللقطاء
تحكى هذه القصة سيطرة المخابرات الأمريكية على عقول عملائها بواسطة برنامج "موناك للتحكم العقلى" والذى يقوم على تربية الأطفال اللقطاء كجواسيس وعملاء لصالح المخابرات الأمريكية بحيث يكون ولاؤهم الأول لأمريكا.
هذه القصة التى فضحت حقيقة الـ"سى آى إيه" فى استغلال الأطفال من الصغر بواسطة برامج التحكم فى الذات وغسيل المخ وتجنيدهم لعمل مهمات معينة فى مختلف البلدان، روتها إحدى الناجيات منها فى الكونجرس الأمريكى حيث تعرضت كاثى أوبراين وهى صغيرة لهذا البرنامج وكادت ابنتها كيلى أن تتعرض لهذا التجنيد القسرى.
روت كاثى أبشع الجرائم التى يقوم بها برنامج الـ"سى آى إيه" مع الأطفال لاستغلالهم الجنسى وغسيل أدمغتهم من أجل التعامل مع كبار المسئولين للوصول لمعلومات معينة وبث الانحرافات الجنسية لإسقاط الأنظمة والشخصيات.
كتبت كاثى أوبراين قصتها فى كتاب ضخم وزع على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "غيبوبة الولايات المتحدة الأمريكية قصة حقيقية لإحدى الضحايا" والذى شرحت فيه المعاناة التى تعرضت لها وهى طفلة وكيف يقوم الجيش الأمريكى باستقطاب الأطفال فى الأحياء الفقيرة لتجنيدهم فى المخابرات.